رواية حفيظ بوعزة الأخيرة “ميرسوين“ Meriswin
ملحمة ترقص على ترانيم موضوعات :
الحب و الألم والسكر و الصراع مع المرض
عرض عبد الحفيظ الشريف- أمستردام
بعد غياب طويل عن الساحة الأدبية الهولندية،وعن الحقل السردي و الروائي خاصة، عاد الأديب و الروائي الهولندي ذو الأصول المغربية، حفيظ بوعزة من مواليد 8 مارس 1970 بمدينة وجدة، ليكتب روايته الجديدة بعنوان: “ميرسوين” التي صدرت مطلع شهر ماي من هذه السنة باللغة الهولندية٠
تجدر الإشارة الى أن حفيظ من الأسماء الأدبية الراقية و المعروفة جدا في الأوساط الثقافية الهولندية، فقد سبق وأن نال جوائز تقديرية على أعمال أدبية سابقة، من جملة ما كتب روايته ” أقدام عبد الله” جائزة بيرون 1996 و ” برفيون” جائزة البومة الذهبية 2004 و غيرها من القصص و الروايات و الدوواوين الشعرية، هذا فضلا عن كونه من الأدباء القلائل اللذين يكتبون بالهولندية ويتقنون العربية وعلى اطلاع و معرفة كبييرين بالعربية و بالأدب العربي و خاصة القديم منه. فقد استطاع حفيظ بوعزة أن ينقل كثيرا من القصائد العربية التي تنتمي الى الشعر الجاهلي أو الى العصور التي لحقته الى اللغة الهولندية.
من جانب آخر اشتهر ايضا بمواقفه النقدية لكل ما يمت بالدين و الأخلاق بصلة، حتى أنه لا يماري من اعلانه الردة و الخروج من الدين الإسلامي، لكي يلج غياهب الصعلكة و الحياة البوهيمية و الادمان عاى الخمر بشكل رهيب، وهو يعتبر إدمانه عاى الخمر مصدر إلهام و إثراء لسليقته الأدبيةو الشعرية، هذا ما يحيلنا على صنف شعري عربي أصيل، اصطلح عليه في النقد العربي القديم بشعر الخمريات المعروف.
كان إدمانه على الخمر هذا السبب الرئيس، وراء اصابته بمرض في الأمعاء وبضعف في الكبد و بحالات نفسية خطيرة كالهذيان و غيرها. هدا استدعى مكوثه تحت العناية المركزة لفترات مختلفة. مرضه هذا كان الدافع الأساس وراء كتابته لروايته الجديدة هذه.
فالرواية ” ميرسوين” تعكس تداخل الواقع بالخيال< الهذيان<، فعندما تعم المخيلة ليل نهار صور و أصوات الأشباح، و عندما يتعثر العقل مرارا و تكرارا عن التفكر، تقف الذاكرة صامدة راسخة تسجل بكلمات من ذهب و كأنها المعلقات العشر أو الملاحم ، تفاصيل قصة المرض و السقام اللذي ألم بهذا الجسد المهترىء، و تصف ذكريات معشوقة دابت أن تقدم نفسها على أنها الآلهة ” مراين” و المخلصة وأنها ذاك الأمل الدافق تحت سراب حلكة هذا الظلام الدامس.
لقد امتطى حفيظ صهوة اللغة التي أتقنها وبرع في استخدامها، فوظف من الكلمات و العبارات ما ندر توظيفه، فجاءت روايته أقرب الى المتن الشعري منها من العمل السردي ، وب ذلك نالت ولقيت روايته هذه قبولا و إعجابا كبيرين في الأوساط الأدبية الهولندية.
Stichting Okaz
Amsterdam