تربية الطفل في مجتمع التحديات

ندوة حول: تربية الطفل في مجتمع التحديات من تنظيم مؤسسة عكاظ بهولندا

 يوم الأحد 17 أبريل 2011
ندوة حول: تربية الطفل في مجتمع التحديات من تنظيم مؤسسة عكاظ بهولندا

 نظمت مؤسسة عكاظ بهولندا ندوة فكرية حول موضوع “تربية الطفل في مجتمع التحديات”، وذلك يوم الأحد 17 أبريل 2011 بمقرها بمدينة أمستردام. وقد شارك في هذه الندوة كل من المتخصص في علم التربية؛ الأستاذ عبد السلام شاكر، والباحث الإعلامي الأستاذ التجاني بولعوالي، والباحث المهتم بقضايا الإسلام والتربية الأستاذ محمد السعيدي رباح، بحضور صفوة من الأساتذة والمثقفين والمهتمين بتربية الطفل وتنشئته، لاسيما في السياق الغربي.

 

استهل الندوة الأستاذ عبد السلام شاكر بعرض قيم حول تربية الطفل المسلم في المجتمع الغربي، جمع فيه بين الجانب النظري الذي أغناه بمختلف المعطيات والأفكار المستقاة سواء، من بعض النظريات التربوية الغربية أم من تعاليم الدين الإسلامي، والجانب التطبيقي، الذي تجلى في تقديم الكثير من التقنيات الأساسية، التي هي بمثابة مفاتيح لفهم ما استغلق لدى الآباء في مسارهم التربوي للأبناء، كما اعتبر الأسرة بمفهومها الديني الإسلامي هي النواة المحورية لتنشئة الطفل السوي، وغير ذلك من الجوانب التربوية التواصلية التي تضمنها هذا العرض للأستاذ شاكر.

 

بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ التجاني بولعوالي، الذي اختار أن يتحدث عن ثنائية الطفل والإعلام، إذ سجل أن السياق التقليدي الذي كانت فيه الجدة تؤدي دوراً رئيساً في تعليم الأطفال وتنمية خيالهم، بمتعة السرد القصصي والأسطوري، قد ولى، فانسحبت لتترك مكانها لجهاز التلفاز أو الشاشة عموماً، التي أصبحت تشغل حيزا معتبراً في البيت والحياة. كما توقف عند أهم سلبيات الإعلام المرئي وإيجابياته، في علاقته مع الطفل، ومدى الفجوة الكائنة بين ما يقدمه هذا الإعلام، وما يعيشه الطفل في المجتمع، وكيف يمكن ترشيد اكتساح الصورة وتوجيهها توجيها إيجابيا في تربية الطفل.

 

ثم جاء دور الأستاذ محمد السعيدي رباح، الذي ركز في مداخلته على جانب التحديات في هذه التربية، فتساءل بدءاً عن ماهية هذه التحديات وطبيعتها، ليشرع بعد ذلك في الإجابة عن هذا السؤال الثقيل، مستعرضا مجموعة من التحديات التي تقف حاجزا منيعا في وجه تنشئة الطفل المسلم بالمهجر، كالتهميش الممارس على الدين الإسلامي باسم الحرية الشخصية، وميل الأسرة إلى حياة الترفيه على حساب التحصيل العلمي والارتقاء المعرفي للأبناء، وتزعزع دور الأسرة، وضعف التواصل الاجتماعي، وغير ذلك.

وعقب هذه العروض القيمة للأساتذة المشاركين في هذه الندوة، تم فتح باب النقاش للحاضرين، الذين ساهموا في إثارة الكثير من الأسئلة التي غاب بعضها عن المشاركين، وإثراء هذه الندوة بمزيد من المعلومات والرؤى والأفكار، على أن تترجم في المستقبل القريب في مؤسسة عكاظ، إلى سلسلة من الدورات التربوية لصالح المربين والآباء.